أصغر جميع البذور، ولكن متى نمت ...
متى نمت ...
يوجد في حياتنا حبات خردل كثيرة، سواء فينا أو في غيرنا، قد تبدو للوهلة الأولى لا تصلح لأي شيء، ولكن هذه الأشياء التي تكاد ألا تُرى متى نمت تصير عظيمة ومفيدة وذات أهمية كبرى.
الله لا يخلق الأشياء هباءًا، فكل شيء فينا له فائدة من أظافر الأيدي وحتى الشعر وكل الأشياء التي قد تبدو دون نفع، فلا تستهن بأي شيء فيك، حتى نقاط ضعفك لا تستهن بها، فقد تكون هذه النقاط هي نقاط إنطلاق بدلًا من أن تكون لضعفك وللضغط عليك.
أما عن غيرنا، فكثيرًا ما تقابلنا مع أناس بدوا لنا من الوهلة الأولى عديمي الفائدة، بل قد نكون قد ظننا أنهم مفسدين أو ضارين، ولكن يجب أن نعلم أن كل إنسان بداخله دائرة ضوء قد يكون هو نفسه لم يكتشفها بعد، وهذا الجزء المضيء هو حبة الخردل التي متى نمت فستصبح شجرة ضخمة يتآوى بين أغصانها الطيور، ويستظل تحتها كل من أتعبته شمس هذه الحياة.
الجزء المضيء فينا أو في غيرنا يجب أن نعمل ونجتهد حتى ينمو، فكلنا سنفرح بهذا النمو، وسنفرح أكثر حينما نكون ذوي نفع لغيرنا، فمن سيأوي لنا سنحفظه ونريحه من تعب الطريق، ومن سيستظل بنا سنكون له في الحال حتى يستريح من شمس العالم الحارقة ..
الرب يعطينا أن ننمو في محبتنا له
ومحبتنا للجميع ...
تعليقات
إرسال تعليق