ها أنا أخدمك سنين …
لوقا ١٥: ٢٩
ما أصعب شعور أحد أنه يُقدم لله
ويختلف تمامًا ما بداخله
عما قاله القديس غريغوريوس اللاهوتي في قداسه:
"لم تكن أنت محتاجًا إلى عبوديتي،
بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك"
للأسف الشديد، من الصعب توبة هؤلاء
من يشعر أنه يُعطي لله
الله غير المحتاج لأحد
حينما يشعر بأنه ذو فضل عليه -حاشا-
الابن الأكبر
قال لأبيه "ها أنا أخدمك سنين…"
معتبرًا نفسه متفضلًا على أبيه
غير حاسبٍ ما يأخذه من أبيه
من أمان وسند وحضن وأبوة
والأصعب هو توقيت نطق هذه الجملة
مذكرًا إيانا بيونان النبي
الذي اغتاظ لتوبة أهل نينوى
بالمثل غضب الابن الأكبر لعودة أخيه
وقبول أبيه إياه محتفلًا ومحتفيًا به
نطق بتلك الكلمات الصعب
مُعايرًا أبيه شاعرًا أنه ذو فضل عليه
لنتأمل ما مدى صعوبة هذا الأمر
الذي يتجدد على مر الزمان
فكم من خدام في بيت الرب
يشعرون بأنهم متفضلين على الخدمة
يشعرون بأنهم يعطون للخدمة
معنويًا وماديًا
غير ذاكرين أن ما يأخذونه هو أضعاف مضاعفة
بل إن ما يأخذونه لا يُقارن أبدًا بما يعطونه
لأن ما يأخذونه هو أجرًا سماويًا أبديًا
يبقى ولا يبلى محفوظًا في السموات
لنحب الله محبة غير مشروطة
وليكون شعورنا نحوه هو الشعور الصحيح
بأننا محتاجين إليه ..
له المجد دائمًا
تعليقات
إرسال تعليق