يروي القديس يوحنا البشير
حادثة غسل أرجل التلاميذ
بطريقة رائعة
توضح مدى تأثره بهذا الحدث
فيقول:
يَسوعُ وهو عالِمٌ
أنَّ الآبَ قد دَفَعَ كُلَّ شَيءٍ إلَى يَدَيهِ،
وأنَّهُ مِنْ عِندِ اللهِ خرجَ،
وإلَى اللهِ يَمضي،
قامَ عن العَشاءِ، وخَلَعَ ثيابَهُ،
وأخَذَ مِنشَفَةً واتَّزَرَ بها،
ثُمَّ صَبَّ ماءً في مِغسَلٍ،
وابتَدأَ يَغسِلُ أرجُلَ التلاميذِ
ويَمسَحُها بالمِنشَفَةِ الّتي كانَ مُتَّزِرًا بها.
يوحَنا ١٣: ٣-٥
وأتخيله يكتب تلك الكلمات بالروح القدس
والدموع تتساقط من عينيه
مسترجعًا الحدث بكل قوته
وكأنه يقول لنا أن الرب يسوع
بالرغم من كل مجده
وأنه الله الظاهر في الجسد
الذي فيه كل ملء اللاهوت
وضع نفسه مكان العبد
وقام ونزل عند رجليّ كل واحدٍ فينا
وغسلها بنفسه ومسحها بالمنشفة
حتى يعلمنا الدرس
عمليًا وليس بالكلام
وبعدما استكمل القديس يوحنا
سرده لذلك الحادث الرهيب
سطَّر لنا كلمات الرب لتلاميذه
التي فيها علمهم مغزى ما صنع معهم
فقال:
«أتَفهَمونَ ما قد صَنَعتُ بكُم؟»
يوحَنا ١٣: ١٢
وأتخيل آبائي الرسل الأطهار
فاتحين أفواههم
وكأنهم اختطفوا خارج الزمن
وهذا جعلهم لا يقدرون على النطق بأية كلمة
فأكمل الرب حديثه وقال:
أنتُمْ تدعونَني مُعَلِّمًا وسَيِّدًا،
وحَسَنًا تقولونَ، لأنّي أنا كذلكَ.
فإنْ كُنتُ وأنا السَّيِّدُ والمُعَلِّمُ
قد غَسَلتُ أرجُلكُمْ،
فأنتُمْ يَجِبُ علَيكُمْ
أنْ يَغسِلَ بَعضُكُمْ أرجُلَ بَعضٍ.
يوحنا ١٣: ١٤
قال لهم:
أعطيتكم مثالًا عمليًا
حتى تكونوا عيانًا
رأيتم الإله المتجسد
يفعل معكم ما يفعله العبيد
ويغسل أرجلكم
افعلوا أنتم هكذا بعضكم بعضًا
لا يستعلي أحدًا على أحدٍ منكم
ليكن الكبير فيكم كالأصغر
والمتقدم كالخادم
إذا أراد أحد أن يكون أولًا
فليكن لكم خادمًا
هذا هو الدرس الأسمى في المسيحية كلها
رسالة تواضع الإله ومحبته
إنها الرسالة الأوضح في تجسده
وفي كل أعماله الخلاصية من أجل البشرية
تعليقات
إرسال تعليق