أيتها القيامة المجيدة
أنتِ في المسيح لأنه قال عن نفسه:
"أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا"
(يو١١: ٢٥)
لذا ما أعذب صوتك ..
وما أجمل وجهك وأنت تقولين لمريم المجدلية ..
لا تبكين.
تعالي أيتها القيامة ..
واطرقي على أبواب أقاربي وأحبائي
وجيراني المتألمين على موتى أحبائهم .. تعالي لكل فرد ..
أسمعيهم صوتك القائل لا تبكين
تعالي وتجلي على قلوبهم لكي يدركوا الحقيقة
أن ليس موت لأحباء الله بل هو انتقال ..
اخبريهم أنكِ أنتِ هي الرجاء وقولي لهم
لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم ..
(١تس٤: ١٣)
أيتها القيامة دعينى أسألك؟!
هل أبونا ابراهيم رجل الإيمان كان يبحث عنكِ
عند موت سارة زوجته؟! ولماذا لم يقدر أن يمسكك؟!
هل السبب هو أن ملء الزمان لم يكتمل بعد؟!
أيتها القيامة
هل أيوب الرجل البار والصديق ..
عندما فقد كل ما كان يملك هل اشتهى رائحتك؟!
وماذا اشتمَّ عندما أعطاه الرب أكثر مما فقد منه؟!
هل اشتمَّ رائحتك أيتها القيامة؟!
أنتِ مفرحة القلوب .. يا نازعة الألم ويا مكللة الصابرين
يا ناصفة المظلومين ..
أيتها القيامة المجيدة ..
قومى اجري نحو المحاكم .. ادخلي بثياب العدل ..
اهمسي فى قلوب المظلومين ..
عرفيهم وفرحيهم بأنك أنتِ تحكمين للمظلومين ..
أخبريهم بأنك تقدرين أن ترفعيهم من الأعماق.
مدي أصابعك على وجوهم ..
وامسحي دموعهم وقولي لهم ..
أنتِ هي القيامة المجيدة
والحق عندك لا يموت أبدًا ..
أيتها القيامة المجيدة ..
أنتِ ساكنة في المسيح ..
أنتِ عزاء صغيري القلوب ..
من يقدر أن يعزي الأم راحيل على قتل أطفالها الأبرياء ..
أولاد بيت لحم ..
سواكِ أنتِ أيتها المجيدة؟!
اسرعي أيتها القيامة ..
واطرقي على بيوت الذين تحطمت آمالهم
من كثرة المتاعب .. تعالي اجلسي في وسطهم
اكشفي عن نفسك وعرفيهم
أنكِ أنتِ القيامة محطمة اليأس ..
واسمعيهم صوتك في القديس بولس الرسول القائل:
"إن آلام هذا الزمان الحاضر
لا تقاس بالمجد العتيد أن يُستعلن فينا "
(رو٨: ١٨)
أيتها المجيدة أنتِ رغبتِ وطلبتِ أن يذهب أتباعك إلى الجليل .. وهناك يتمتعون برؤياكِ ..
تعالي إلينا .. شمري على ذراعيك
وأقيمينا من سقطات الخطية
واحملينا إلى الجليل.
ولكن أين هو الجليل لكي نراك؟!
المحبة هي الجليل وهناك نرى المسيح ..
المذبح هو الجليل
وهناك نرى الجالس فوق العرش الملتهب الشاروبيمي ...
الاتضاع والوداعة هما الجليل
وفيهما نرى المسيح القيامة ..
أيتها القيامة تعالي ..
ادخلي إلى أعماقنا لكي نتعرف عليكِ ..
لكي تتحد نفوسنا بكِ ..
ولكي تلحق قلوبنا دائمًا معكِ ..
المسكين الذي يعرفك أيتها القيامة يتعزى بكِ ..
والمظلوم إذا ارتمى في أحضانك
أنتِ تلبسيه صبرًا وتكلليه نصرًا على ظالميه..
المتألم والمتضايق يصرخ ولا أحد يستجيب ..
ولكن قبل أن يصرخ لكِ أيتها القيامة
أنتِ بذراعيكِ تقيميه وترفعيه
بعيدًا عن الألم والضيقات..
أيتها القيامة
مَن الذي يقدر أن يجعلنا نحتمل
انتقال أعز وأغلى وأحن وأحب الناس لنا
سوى أنتِ أيتها القيامة المجيدة..
أيتها القيامة.. طوبى للقلوب التي فتحت أبوابها لكِ ..
وتمسكت بكِ وأحبتكِ ..
وتركتكِ تزرعين فيها بذور الرجاء والعزاء السري ..
أيتها القيامة .. ألبسينا ثياب جمالك ..
* أيتها القيامة.. من يتحدث معكِ يتحدث مع المسيح.. لأنك أنتِ هي المسيح.. والمسيح هو أنتِ..
هو القائل عن نفسه
"أنا هو القيامة والحياة
ومن امن بى ولو مات فسيحيا" (يو١١: ٢٥)..
* لست أدرى كيف كان من الممكن
أن تعيش البشرية بدون السيد المسيح؟!
وكيف تحيا بدون القيامة؟!
* القيامة ليست هي قيامة الأموات فقط..
بل هي أيضًا قيامة الأحياء..
لأنه يوجد في كل زمان
مَن له اسم أنه حي وهو ميت..
* الضال.. والمنحرف والمتكبر والمتعالي
وزارع الخصومات والبخيل والطماع والأناني
والمتكل على غناه وعلى علمه وقوته..
كل هؤلاء من قائمة الأحياء..
والقيامة تريد أن تعمل فيهم..
* أيتها القيامة أنتِ التي عملتِ في الابن الضال..
أنتِ التي جعلتيه يقول:
"أقوم وأذهب إلى أبي" (لو١٥: ١٨)
* الابن عاد إلى حضن أبيه..
والأب رأى بهجة القيامة على قلب ابنه فقال:
" ابني كان ضالًا فوجد .. وكان ميتًا فعاش"
* أيتها القيامة.. نشكرك لأنك علمتينا وعرفتينا
أين هو مسكنك؟!
مسكنك أيتها القيامة هو في المسيح
ومنذ الأزل..
وكما أنتِ فى السماء
كذلك أنتِ تعملين على الأرض في كل لحظة..
* مَن الذي كشف لنا عن البنوة
التي تربطنا بأبونا السماوى
سواكِ أنتِ أيتها القيامة؟!
مَن الذي كان ملتصقًا بالمسيح
عندما كان يجول يصنع خيرًا..
ألستِ أنتِ أيتها القيامة؟!
مَن الذي أقام زكا من محبة المال؟!
وأقام المرأة التي ضبطت فيذات الفعل؟!..
وأقام المرأة السامرية من خطاياها؟!
ومَن الذي فتح أبواب مدينة السامرة..
ألستِ أنتِ أيتها القيامة المجيدة؟!
* كيف تستنير العقول؟!
كيف تتهذب الأذهان؟!
أمر لا يحدث إلا بتعاليم القيامة..؟!
* مَن الذي يجعلنا نرفع أنظارنا
إلى ما هو أنقى وأرقى
سواكِ أنتِ أيتها القيامة المجيدة؟!
* أنتِ التي أتيتِ إلينا مع المسيح..
أنتِ التي علمتينا ماذا نكنز؟!
وأنتِ التي عرفتينا أين نضع كنوزنا؟!
أنتِ التي أرشدتينا لكي لا نسعى
ولا نتعب في اقتناء الكنوز التي لا نقدر أن نأخذها
عندما نفارق الحياة؟!
* طوبى لكل أولادك أيتها القيامة..
ﻷنكِ تحميهم وتنجيهم من كل المخاطر..
أنتِ تثقبين لهم الشباك المطروحة عليهم..
وتمزقين كل مصائد المقاومين لهم..
* الذي يعرفك أيتها القيامة يلتصق بكِ..
ولا يقدر أن يحيا بدونك..
* الخاطئ الذي مات بالخطية..
وبها انحدر إلى هاوية اليأس..
إن همس في فكر قلبه للنجاة
لا يقدر أن ينتشله أحد
سوى أذرعكِ أنتِ أيتها القيامة..
* وفي قيامة الخاطئ من سقطته
أنتِ تلقنيه الدرس فيقول معك:
" لا تشمتي بي يا عدوتي إن سقطت سأقوم..
وإن مشيت في الظلمة فالرب نور لي"..
* أصحاب الركب المخلعة يتعلقون على أذرعك..
ويسيرون في ضياءك
لأنكِ تشددين لهم ركبهم
وتمنحيهم نعمة بها يدركون
من أين سقطوا وبكِ يقومون..
* أنتِ القيامة التي في السماء..
والتي جاءت على الأرض
لتنقذ سكان الأرض من الموت الثاني..
* أيتها القيامة.. تعالي واهمسي في أذن البشرية..
وقولي لها لماذا أتيتِ إلينا على الأرض؟!
* هل أتيتِ لكي لا نموت ونحن على الأرض؟!
وكيف لا نموت
ونحن أتينا من التراب وإلى التراب نعود؟!
* افتحي فاك أيتها القيامة..
وأسمعينا صوتك وقولي لنا..
لماذا أتيت على الأرض؟!
أنتِ أتيتِ لكي لا يؤذينا الموت الثاني..
وكيف لا يؤذينا الموت الثاني؟!
هو لا يؤذينا إذا غلبنا شهوات العالم
ومحبة المجد الباطل..
* أنتِ أتيتِ أيتها القيامة لكي تنقي أعمالنا..
وتهدئي سلوكنا قبل الموت الأول..
وهناك فى الأبدية أنتِ تلتقي بنا
فلا يؤذينا الموت الثاني..
* عجيبة أنتِ أيتها القيامة.. ﻷنكِ بذراعكِ تغلبين..
وبيديكِ تمسحين
كل دمعة من عيون أولادك المظلومين..
ومن الأعماق تصعدين
إلى النور كل الساكنين في الظلمة..
وﻷتباعك تكسرين المتاريس الحديدية..
ومن ذلك السبي تصعديهم..
* أيتها القيامة.. تعالي اسكني في قلوبنا..
اجعلي قلوبنا تسكن فيكِ..
قومي أيتها القيامة..
ومدي أذرعك وأيقظينا منالنوم..
قولي لنا مرة أخرى ما قلتيه على فم إشعياء.. استيقظي.. استيقظي البسي عزكِ ياصهيون..
* قومي أيتها القيامة.. وألبسينا من عزك..
ألبسينا من ثياب جمالك..
تعالي أيتها القيامة.. وأنفضينا من التراب..
مدي يدك وحلينا من رباط العنق..
* أيتها القيامة المجيدة..
اقبلي طلبة قلوبنا وهي تقول لكِ..
أطلقينا معكِ..
وامنحينا أن نعمل بكِ في كل أيام حياتنا..
تعليقات
إرسال تعليق