تعالَ معي أيها الحبيب
لنفتش في بعض وعود الله
من خلال كلماته المحيية في الكتاب المقدس
-١-
إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيُقْبِلْ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ.
مَنْ آمَنَ بِي، كَمَا قَالَ الْكِتَابُ،
تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ.
يوحنا ٧: ٣٨، ٣٩
كيف دعا الله العِطاش إلبه
ووعد بتسديد احتياجاتهم
مهما كان الاحتياج
فأيًا كان نوع العطش
فبمجرد أن تُقبل للمسيح تشرب
وإيمانك به لا يجعلك ترتوي فقط
بل تجري من بطنك أنهار ماء حي
لتفيض وتروي غيرك من فيض نعمة الله داخلك
-٢-
اِسْأَلُوا تُعْطَوْا.
اُطْلُبُوا تَجِدُوا.
اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.
متى ٧:٧
وهنا وعد صريح
بأنك ستجد ما تسأل وما تطلب
ولن يكون أمام باب مغلق
بالإيمان الذي فيك
وهذا يأخذنا لوعد آخر
-٣-
كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ
مُؤْمِنِينَ تَنَالُونَهُ.
متى ٢١: ٢٢
ولنركز على كلمة "كل"
وكلمة "مؤمنين"
ونثق في وعود الله
وفي قوة كلمته
وكلمة "كل" هنا
تأخذنا لطلبة من القديس بولس الرسول
من أجل المؤمنين
-٤-
فَيَمْلأُ إِلهِي
كُلَّ احْتِيَاجِكُمْ
بِحَسَبِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ
فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
فيلبي ٤: ١٩
وما أجمل هذه الآية
التي بها يسدد الله لنا
كل احتياج مهما كان
معنويًا أو ماديًا
جسديًا أو روحيًا
عقليًا أو نفسيًا
يملأ كل احتياج
لأنه "غني"
فبحسب غناه
الذي يفوق إدراك البشر
لا يترك احتياج أو فراغ
دون أن يملأه
ولكن
بالرغم من كل الوعود
وبالرغم من صدق الله
الذي يبقى صادقًا
وكل إنسان كاذبًا (رومية ٣: ٤)
يظل الإنسان يكرر مأساة جده الأول
آدم
الذي عندما أخطًا اختبأ
يكرر الإنسان المأساة ويهرب من الله
ليس لأنه لا يقدر على مواجهة الله فاحص قلبه
ولكنه أمام الله يواجه ذاته أيضًا
وهذه هي المواجهة هي التي يخشاها الإنسان
يهرب من مواجهة نفسه
يهرب من فحص عيوبه
يهرب من المشاعر التي تقتاده إلى التوبة
مراوغًا
ومتحايلًا
ومبتدعًا طرق كثيرة
حتى يجد راحة بعيدًا عن طريق المواجهة
ولكنه لا يدري
أن الراحة وإن شعر بها من بعض المسكنات
لن يجدها سوى في مصدر الراحة الحقيقي
مهما قرع أبوابًا
ولجأ لطرق كثيرة
وللأسف الشديد تلك الأبواب والطرق
أصبحت مقننة وتعمل بقوة في الكنائس
وتكثر مسمياتها وألقابها
ولكنها أصبحت تحل محل ما هو أهم وأعمق
وبدل من الاعتقاد الذي أدخلها للكنيسة
أنها ستقوي وتقوِّم النفوس
أصبحت تحث النفوس
وتقوي لديها حاسة الهروب والمراوغة
فتُقنع نفسها ببعض الراحة الوقتية
السطحية بتلك الأساليب
ولكن هيهات
مصدر الراحة واحد
شئنا أم أبينا
وأتذكر قول القديس أغسطينوس:
"ستظل نفوسنا قلقة
إلى أن تجد راحتها فيك يا الله"
وقول القديس موسى الأسود:
"إلجأ بنفسك إلى الله فتستريح"
والآن
أرى أمامي ما قاله الله على فم إرميا النبي:
تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ،
لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا،
أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً.
إرميا ٢: ١٣
والصوت الإلهي الذي دعا السامرية قائلًا:
كُلُّ مَنْ يَشْرَبُ مِنْ هذَا الْمَاءِ يَعْطَشُ أَيْضًا.
وَلكِنْ مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا
فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ،
بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ
يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ
يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.
يوحنا ٤: ١٣، ١٤
يا ليت صوتك الإلهي يبكتنا
ويوِّجه عيوننا وقلوبنا إليك
عيوننا التي تنخدع بالمظاهر
وقلوبنا التي تسعى حائرة
قلقة
مليئة بالتساؤلات
وبدلًا من أن تلجأ إليك
تهرب باحثة عن المسكنات
أصلي إليك يا سيدي
من ليتورجية كنيستي العظيمة
في أوشية المرضى:
"أيها الطبيب الحقيقي
الذي لأنفسنا وأجسادنا
يا مدبر كل جسد
تعهدنا بخلاصك"
تعليقات
إرسال تعليق