التخطي إلى المحتوى الرئيسي

يا سيد، قد أنتن

 


أرسلوا ليسوع وأنا مريض

وألحوا عليه في الحضور

وترجوه لكي يأتي ليشفيني

ولكن حالتي كانت صعبة

ومستعصية

وانتهت حياتي

فقاموا بتكفيني ووضعوني في القبر

 

مرَّت عليَّ أيامٌ

وأنا في قبري المُحكم الغلق

حيث أن عليه حجرٌ ضخم

وطبيعي

جسدٌ ميت بدون حياة

ليس فيه حرارة

وفي قبر مغلق

فبدأ جسدي ينتن

الدود يأكل ورائحة صعبة تقتل الأحياء

حتى أن أقرب الناس إليَّ

خافوا من رفع حجر قبري

لأنني قد أنتنت وفاحت رائحتي

 

حتى جاء سيدي

معطي الحياة

وأمر برفع الحجر

حجرٌ لم أكن أحلم يومًا أن يُرفع

حتى أرى النور مرة أخرى

وتسري الحياة في جسدي الميت

ويبعد الدود عني وتنتهي تلك الرائحة المميتة

 

أمر سيدي برفع الحجر

وناداني باسمي

وقال

"هلم خارجًا"

فقمت على الفور

فالقيامة كانت بأمره وليست بإرادتي

قمت وخرجت وحلوا أكفاني

أعطاني سيدي فرصة أخرى

بدأت بنداء من فمه الإلهي

بصوته المحيي

ولسان حاله يقول لي

إنها فرصة يحلم بها الملايين

لن تأتيك هذه الفرصة مرةً أخرى

فقم يا من فاحت رائحتك

قم يا من تآكل جسدك

قم واخرج

ولا تدع الموت يعمل فيك مرةً أخرى

 

يا سيدي الصالح

إن أعمالك تفوق عقلي

وعطاياك أعظم من تصوري

ونعمك أكثر جدًا من سؤالي أو فهمي

 

يا سيدي يا من منحتني الفرصة

وتمنحها لي كل يوم

ساعدني حتى لا أعود لقبر شهوتي

ويوضع الحجر على صدري

فلا أستطيع الحركة

ولا أرى من ظلمة القبر الموحشة

 

إن كنت قد أمرت بأن يرفعوا الحجر عن قبري

فساعدني حتى لا أعيده أنا بغباوتي

واجعلني أتمتع بقيامتك التي منحتني إياها

كي أصرخ مع معلمي القديس بولس:

"لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا.

إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا:

أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ،

فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا.

وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ

كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ

لاَ لأَنْفُسِهِمْ،

بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَام".

(كورنثوس الثانية 5: 14، 15)

 

اجعلني أحيا لك كما حييت بك

لا تدعني أسقط

لا تتركني لذاتي وملذاتي

لا تجعلني أستسلم لأهوائي

بل خلصني منها

وقدسني بك وفيك

واغفر لي دائمًا

حتى أعيش القداسة

التي بدونها لن أستيطع أن أعاينك

لك المجد دائمًا أمين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المطرود الذي صار بطريركًا

قوة   إيمان   وصلابة للبابا   كيرلس   السادس يندر   أن   تجدها   في   أحد عاش   حياته   ينظر   للمسيح للمسيح   فقط لا   يهتم   بشيء سوى   حياته   مع   الله وعشرته   معه   وارتباطه   به مينا   البرموسي   الذي   دخل   الدير بتذكية   من   البابا   يوأنس   ال   ١٩   شخصيًا ثار   عليه   رئيس   الدير   لدفاعه   عن   المظلومين وطرده   معهم   غير   آسفٍ طُرد   ولم   يلجأ   للبطريرك   الذي   يعرفه ويعرف   أسرته   بصفة   شخصية عندما   كان   مطرانًا   للبحيرة   والغربية ذهب   وعاش   في   طاحونة   للهواء في   منطقة   لا   يقطنها   أحد   من   الناس إلا   اللصوص   وقُطاع   الطرق وقطع   الطريق   على   اللصوص وجعل   المكان   كله   للصلاة   والتسبيح وصارت...

لي إنسان وأكثر

  ليس لي إنسان هي أكثر كلمة نقف أمامها عندما نقرأ فصل شفاء المخلع (يوحنا5) ولكن ماذا إن كان الله يرسل لنا كلمته عن طريق الكثيرين ونحن الذين نستكمل حياتنا في الرقاد والجلوس كم من مرة أرسل الله لي كلمته عن طريق أب أو أخ أو صديق أو حتى شخص لا أعرفه وأنا الذي أكملت حياتي راقدًا طوبى للإنسان الذي يستخلص رسالة الله له من أحداث يومه العادية يستخلص الكلمة الموجهة له حتى في أحاديث الآخرين فيكون قلبه مستعدًا لاستقبال الكلمة التي يمكن أن تغير حياته مثل أبينا القديس أنطونيوس الذي سمع قول الإنجيل في الكنيسة مثله مثل كل المؤمنين الحاضرين ولكنه اعتبرها رسالة شخصية وتحرك على إثرها لا تقل ليس لي إنسان فأنت لست مخلعًا تنتظر من يحركك لا تقل ليس لي إنسان فلديك الكثير من الناس والسبل حتى تصل إليك كلمة الله اشكر الله على نعمته الكثيرة في حياتك اشكره على قدرتك على الحركة اشكره على أنه وهب لك التوبة ما دمت في الجسد اشكره واسمع صوته واتبعه   "الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ" (عبرانيين 3: 15) ...

كلمات عن حياة القديس أرسانيوس

كلمات يمكن أن تُلخص حياة القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك الوحدة سأله الأب مرقس: "لماذا تهرب منا؟"  أجاب: "الله يعلم إني أحبكم،  ولكنني لا أستطيع أن أكون مع الله والناس (كمتوحد). ألوف وربوات السمائيين لهم إرادة واحدة وأما الناس فلهم إرادات كثيرة.  لهذا لا أقدر أن أترك الله وأصير مع الناس". الصمت من أشهر أقواله: "كثيرًا ما تكلمت وندمت  أما عن السكوت فما ندمت قط". الصلاة ‎ كان يقف للصلاة وقت الغروب والشمس وراءه،  ويظل واقفًا يصلى حتى تشرق أمامه من جديد  مقضيًا الليل طوله في الصلاة. السهر قال الأب دانيال إنه يقضي الليل كله ساهرًا،  وفي الصباح المبكر إذ تلزمه الطبيعة بالنوم،  يقول للنوم: "تعالَ أيها العبد الشرير"،  ثم يجلس ليختطف قليلًا من النوم ويستيقظ. الدموع إذ جلس يضفر الخوص (السعف)  تنساب دموعه من عينيه  حتى تساقط شعر جفونه من كثرة البكاء،  وكان في الصيف يبلل السعف بدموعه،  وكان يضع منشفة على حجره  تتساقط عليها الدموع أثناء عمله. التركيز على الهدف أرساني أرساني تأمل فيما خرجت لأجله.