التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2025

لا صورة له ولا جمال (إشعياء‬ ٥٣ : ٢) [٢]

آيةٌ تُشعِر بالخجل .. يا معلمنا إشعياء مَنْ الذي تقصد بأنه لا صورة له ولا جمال؟! أليس هو من تغنَّى في حسنهِ داود المرتل قائلًا: "إنك أبرع جمالًا من بني البشر" ..؟! ولكن ما الذي قلب الآية ليكون لا منظر له ولا جمال؟! إنها خطايا كل العالم، فالخطية هي سبب القبح، هي التي تلوث الصورة وتنزع الجمال الذي خلقنا عليه الله، فهذا المنظر عديم الجمال حريٌ بنا نحن الخطاة، أما هو فمن أجل محبته العظيمة تنازل ولبس جسدنا وحمل عنا حكم الموت في جسده، وأمات الموت وخرج منه واهبًا إيانا جميعًا الحياة الأبدية .. يا سيدي إنني سبب كل جراحاتك وآلامك، فكما أفسدت صورتك التي خلقتني عليها، عُدت أيضًا وتعديت عليك بالضرب واللطم والبصق. إن إكليلك هذا المضفور، هو مما أنبتته الأرض نتيجة خطيتي، الشوك، ولم أكتفِ بل وعاقبتك بنتيجة خطاياي ووخزت رأسك المقدسة بهذا الشوك المؤلم. إن طريق الموت الذي سرت فيه يا مخلصي، هو لي، ولكنك رفعته عني، وأبطلته بموتك، فلم يعد مرعبًا كما كان من قبل، بل مُفرحًا لكل من دُفن معك في المعمودية، وعاش حياته لأجلك. يا سيدي كم هي قاسية جراحاتك، بموتك هذا أظهرت تعطفك ومحبتك، "لأنه ونحن بعد ...

لا صورة له ولا جمال (إشعياء‬ ٥٣ : ٢) [١]

قالها إشعياء النبي حينما رأي هذا المنظر بعين النبوة، وبفكر اليهودي رآه بلا منظر ولا جمال ولا هيئة، أما نحن فنُدرك عظمة هذا المنظر، فمن أجل ذلك نتهلل ونرتل قائلين : لك القوة، والمجد، والبركة، والعزة فهذا المنظر القاسي المخيف المؤلم يوحي داخله بأسرار الحياة كلها، يوحي بعكس كل ما نراه، فهذه الجراحات للشفاء، وهذا الموت للحياة، فهذا المنظر ليس ضعفًا بل  قوة ليس هوانًا بل  مجد ليس لعنـةً بل  بركة ليس عـــارًا بل  عزة الكنيسة الواعية، ترتل بفكرٍ جديد أمام نفس المنظر الذي رآه إشعياء، ترتل بأسرار هذا المنظر الذي صار أيقونةً للحب عبر كل العصور، ففيه تجلت محبة الله للإنسان .. فالآن لن أقول لا منظر له ولا جمال .. سأقول كم أنت عظيم وجميل حقًا يا إلهي، كم من ألمٍ تحملت، وكم من هوانٍ قبلت، رضيت بكل هذا  من أجلي  وأنت القدوس المستريح في قديسيه .. ما أجمل صليبك وحبك، ما أعظم دمائك المسفوكة التي غسلت خطايا العالم من آدم إلى آخر الدهور، ما أعمق جراحك التي ندخل منها إليك ونتلامس مع قلبك الحاني الشفوق، عُريك يا سيدي سترنا جميعًا من كل عارٍ وعري، وجهك هذا الذي تغنَّى فيه داود بم...

فوجده

  فسمِعَ يَسوعُ أنهُم أخرَجوهُ خارِجًا فوَجَدَهُ … يوحنا ٩: ٣٥ ما أجمل ربنا يسوع الذي يبحث عن الضال والضعيف والمرذول والمطرود ولا يترك أحد حقًا قال الوحي الإلهي: "أطلب الضال،  وأسترد المطرود …" حزقيال ٣٤: ١٦ إلهنا يعتني بنا ولا ينسانا يرعانا بعدل ويحفظ حقوقنا ولا يرضى بالظلم ولكن لكل شيء تحت السموات وقت انتظر الرب … مزمور ٢٧: ١٤

عثرة السبت

  مريض طريح الفراش مُلقى بجوار بركة حسدا الشهيرة وعند باب الضأن الذي يدخل منه كل من يقدم ذبيحة مريض بجوار البركة  ٣٨ عام أظن أنه أصبح مشهورًا وعلامة واضحة بجوار البركة بل أظن أن شهرته  أصبحت تضاهي شهرة البركة نفسها  وهذا المشهور  فجأة تجده يمشي في الشارع  حاملًا السرير الذي نام عليه ٣٨ سنة فمن الطبيعي أن تسأله ماذا حدث؟! كيف شُفيت؟! أو أفرح له وأتهلل إذ عاد صحيحًا ولكن يا للقسوة التي تجاهلت كل هذا وسألوه فقط "لماذا تحمل السرير في السبت؟" يا للعجب حقيقةً!!! قساوة غير عادية بل والأدهى قال لهم الذي أبرأني ألا ترون "لقد برأت" ومن أبرأني قال لي احمل سريرك وعندما عرفوا أنه يسوع طلبوا أن يقتلوه!!! ومولودٌ أعمى كان جالسًا في الطريق والجميع يعرفه عندما شفاه الرب يسوع في السبت قال رجال الدين  "هذا الرجل ليس من الله لأنه لا يحفظ السبت" ما هذا؟!! شخص يخلق أعين لمولود أعمى ونقول عنه أنه ليس من الله والأعمى البسيط قال لهم: "لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يعمل شيئًا" للأسف الشديد هذا الفخ يمكن أن نقع جميعنا فيه فخ السبت والطقس والنظام نهتم بالنظام ونتعصب له ب...