قالها إشعياء النبي حينما رأي هذا المنظر بعين النبوة، وبفكر اليهودي رآه بلا منظر ولا جمال ولا هيئة، أما نحن فنُدرك عظمة هذا المنظر، فمن أجل ذلك نتهلل ونرتل قائلين:
لك القوة، والمجد، والبركة، والعزة
فهذا المنظر القاسي المخيف المؤلم يوحي داخله بأسرار الحياة كلها، يوحي بعكس كل ما نراه، فهذه الجراحات للشفاء، وهذا الموت للحياة، فهذا المنظر
ليس ضعفًا بل قوة
ليس هوانًا بل مجد
ليس لعنـةً بل بركة
ليس عـــارًا بل عزة
الكنيسة الواعية، ترتل بفكرٍ جديد أمام نفس المنظر الذي رآه إشعياء، ترتل بأسرار هذا المنظر الذي صار أيقونةً للحب عبر كل العصور، ففيه تجلت محبة الله للإنسان ..
فالآن لن أقول لا منظر له ولا جمال ..
سأقول كم أنت عظيم وجميل حقًا يا إلهي، كم من ألمٍ تحملت، وكم من هوانٍ قبلت، رضيت بكل هذا من أجلي وأنت القدوس المستريح في قديسيه ..
ما أجمل صليبك وحبك، ما أعظم دمائك المسفوكة التي غسلت خطايا العالم من آدم إلى آخر الدهور، ما أعمق جراحك التي ندخل منها إليك ونتلامس مع قلبك الحاني الشفوق، عُريك يا سيدي سترنا جميعًا من كل عارٍ وعري، وجهك هذا الذي تغنَّى فيه داود بمزاميره لم تستره عن البصق واللطم ..
ما أجمل حبك يا سيدي
ما أبدع تدبيرك الخلاصي
ما أرفع تنازلك وإتضاعك
لك القوة، والمجد، والبركة، والعزة إلى الأبد أمين.
تعليقات
إرسال تعليق