آيةٌ تُشعِر بالخجل ..
يا معلمنا إشعياء مَنْ الذي تقصد بأنه لا صورة له ولا جمال؟!
أليس هو من تغنَّى في حسنهِ داود المرتل قائلًا: "إنك أبرع جمالًا من بني البشر" ..؟!
ولكن ما الذي قلب الآية ليكون لا منظر له ولا جمال؟!
إنها خطايا كل العالم، فالخطية هي سبب القبح، هي التي تلوث الصورة وتنزع الجمال الذي خلقنا عليه الله، فهذا المنظر عديم الجمال حريٌ بنا نحن الخطاة، أما هو فمن أجل محبته العظيمة تنازل ولبس جسدنا وحمل عنا حكم الموت في جسده، وأمات الموت وخرج منه واهبًا إيانا جميعًا الحياة الأبدية ..
يا سيدي إنني سبب كل جراحاتك وآلامك، فكما أفسدت صورتك التي خلقتني عليها، عُدت أيضًا وتعديت عليك بالضرب واللطم والبصق.
إن إكليلك هذا المضفور، هو مما أنبتته الأرض نتيجة خطيتي، الشوك، ولم أكتفِ بل وعاقبتك بنتيجة خطاياي ووخزت رأسك المقدسة بهذا الشوك المؤلم.
إن طريق الموت الذي سرت فيه يا مخلصي، هو لي، ولكنك رفعته عني، وأبطلته بموتك، فلم يعد مرعبًا كما كان من قبل، بل مُفرحًا لكل من دُفن معك في المعمودية، وعاش حياته لأجلك.
يا سيدي كم هي قاسية جراحاتك، بموتك هذا أظهرت تعطفك ومحبتك، "لأنه ونحن بعد خطاة؛ مات المسيح لأجلنا" ...
لك القوة، والمجد، والبركة، والعزة إلى الأبد أمين.
تعليقات
إرسال تعليق